وكالة أنباء الحوزة - تطرّق حجّة الإسلام والمسلمين محمّد صفر جبرئيليّ، عضو الهيئة العلميّة في قسم علم الكلام بمركز بحوث الثقافة والفكر الإسلاميّ، إلى أهمّيّة بناء الحضارة ورسالة الطّلاب الحوزويّين وتقوية الأسس العلميّة، وقدّم حلولًا عمليّةً للطّلاب الشّباب.
وأكّد حجّة الإسلام والمسلمين جبرئيليّ على أهمّيّة دور الحضارة في التديّن والالتزام الدينيّ في المجتمع، وقال: إنّنا جميعًا مكلّفون في مجال بناء الحضارة وأهمّ تكاليفنا هو تلك المقدّمة التي كتبها سماحة آية اللّه جواديّ الآمليّ في كتابه «مفاتيح الحياة».
وتابع قائلًا: كثيرٌ من الناس يقرأون هذا الكتاب، لكنّهم لا ينتبهون إلى الأصول الخمسة عشر الواردة في مقدمته. فقد بيّن آية اللّه العظمى جواديّ الآمليّ في هذه المقدمة القيّمة أنّ التديّن يعتمد على الحضارة، فإذا أردنا لمجتمعنا أن يكون متديّنًا، فلا بدّ أن يكون متحضّرًا، وإلّا فلن يكون للدين أثرٌ فعّالٌ.
وأضاف حجّة الإسلام والمسلمين جبرئيليّ أنّ هذا الترابط بين الدين والحضارة قد غُفل عنه في كثيرٍ من الأحيان، مؤكّدًا أنّه يجب أن نبيّن للطّلاب وللناس أنّ التديّن وبناء الحضارة هما وجهان لعملةٍ واحدةٍ لا ينفصلان.
ثم تطرّق سماحته إلى بيان الاختلاف المنهجي بين بعض المؤلّفات في مجال الحضارة، فقال: لدينا كتاب «حلية المتّقين» للعلّامة المجلسيّ، وهو ذو طابعٍ أخلاقيٍّ فرديٍّ، بينما كتاب «مفاتيح الحياة» لآية اللّه العظمى جواديّ الآمليّ يتّسم بروحٍ حضاريّةٍ. فالأوّل يركّز على الأخلاق الفرديّة، بينما الثاني يضع في صلب اهتمامه الهموم الحضاريّة والاجتماعيّة والثقافيّة في حياة الناس اليوميّة، وهو ما ينبغي أن يُنقل إلى المنابر والدروس والمباحث الحوزويّة؛ فإذا فعلنا ذلك، فإنّ مجتمعنا سيصبح متديّنًا ومتحضّرًا في آنٍ واحدٍ.
تقوية الأسس العلميّة أولويّةٌ أساسيّةٌ للطلّاب
وشدّد حجّة الإسلام والمسلمين جبرئيليّ على أنّ تقوية الأسس العلميّة هي الأولويّة الأولى للطلّاب، كما أوصى بذلك قائد الثورة الإسلاميّة والمراجع العظام، ومنهم آية اللّه العظمى السبحانيّ. وأضاف أنّه كما أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) عمل على تقوية الأسس العلميّة، والإمام الرضا (عليه السلام) ثبّت تلك الأسس، فعلى الطلّاب أن يسيروا على هذا النهج ليكونوا في المستقبل امتدادًا لشخصيّاتٍ عظيمةٍ كالشهيد المطهريّ أو الشهيد رئيسيّ؛ فبغير تقوية الأسس العلميّة لا يمكن أن تتكوّن مثل هذه الشخصيّات.
وختم سماحته بالتأكيد على أنّ الإخوة والأخوات من الطلّاب يجب أن يقتدوا بأسلافهم، وأن يواصلوا مسيرتهم العلميّة والحضاريّة؛ لأنّ الأسس العلميّة الراسخة هي التي تمهّد الطريق لترسيخ العلوم الدينيّة، وتعزّز الحضور الفاعل في المجتمع، وتتيح التأثير في الساحة الثقافيّة العامّة.
لمراجعة التقرير باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك